المخاطر وسياسة إدارتها ومراقبتها
تحظى تداول، من خلال إدارة المخاطر والأمن، بهيكل منظم ومتكامل، بالإضافة لمنهجية متكاملة لإدارة المخاطر تتضمن كافة الإجراءات ذات الصلة واللازمة لضمان جاهزية الشركة للتعامل مع المخاطر التي تظهر بشكل مفاجئ وفوري.
تقوم إدارة المخاطر والأمن في الشركة بإتباع منهجية ”مستويات الدفاع الثلاثة” التي تعتبر الأفضل وفقاً للمعايير الدولية. كما أنها تساعد في تحديد مسؤوليات كل من الإدارات العامة في الشركة والإدارة التنفيذية ولجان مجلس الإدارة بدقة وفاعلية فيما يتعلق بالمخاطر. وتُعد الموافقة على معايير ومتطلبات أمن المعلومات واستمرارية الأعمال وتطويرها من الأدوار المهمة للإدارة وذلك لجميع الشركات المدرجة في السوق ومزودي البيانات بما يتناسب مع التغيرات المصاحبة والمحيطة بالسوق، بالإضافة إلى رفع مستوى الوعي بالمخاطر والأمن واستمرارية الأعمال بما يتماشى مع التغيرات التي تطرأ على السوق ورؤية الشركة.
وفيما يلي نستعرض أنواع المخاطر التي حددتها واعتمدتها ”تداول”:
التحديات الرئيسية في عام 2020م
كما هو الحال بالنسبة للكثير من الجهات الأخرى، واجهت تداول العديد من التحديات بسبب جائحة كوفيد-19 على الصعيدين المحلي والعالمي. وفي مواجهة تلك التحديات كان لزامًا عليها إما العمل على عدم تعطل عملياتها، أو أن تمنع أي آثار إضافية للمخاطر الجديدة التي ظهرت. وتجسدت إحدى الصعوبات الرئيسية في المحافظة على أداء عملياتها كالمعتاد بالتزامن مع محاولة منع انتشار الفيروس. وكان من الضروري أيضاً المحافظة على خطط تداول ومشاريعها ضمن مسارها المحدد وفي ذات الوقت إدارة المخاطر المالية والتشغيلية التي يمكن أن تؤثر على عمليات السوق.
ومع ظهور جائحة كوفيد-19، كان لزامًا على كل مؤسسة مواجهة الآثار غير المتوقعة على عملياتها. وكانت استجابتنا المباشرة التي اتسمت بالمرونة العامل الرئيس في ضمان استمرارية أعمال تداول، مع التركيز أولاً على سلامة الأفراد ومن ثم الالتفات إلى كيفية مواصلة تشغيل السوق بشكل فعال. وتم تفعيل عملية إدارة الأزمات على الفور وذلك للاستفادة من جميع الحلول الممكنة لإدارة العمل خلال جائحة كوفيد-19.
تم تشكيل لجنة كوفيد-19 لمراجعة ومتابعة الوضع وبحث سبل التكيف استباقيًا مع تطور الأزمة. وضمت اللجنة في عضويتها ثلاثة من المديرين التنفيذيين وستة من كبار المديرين المعنيين وذلك لضمان توفر أفضل مستوى من المواءمة. ويترأس اللجنة الرئيس التنفيذي لتداول لضمان تنفيذ إجراءات التخفيف الصادرة من أعلى مستوى دون أي عوائق. وقد استجابت اللجنة للأزمة من خلال اتخاذ إجراءات على المدى القصير وأخرى على المدى الطويل بهدف تعزيز المرونة في التعامل مع المشاكل المستقبلية والإعداد لعملية التعافي.
تضمنت الجهود، على سبيل المثال لا الحصر، دعم استمرارية عمليات السوق بشكل فعال مع الاهتمام بسلامة الأفراد، والعمليات الداخلية السريعة والتواصل بين العاملين في الشركة والالتزام باللوائح والتعليمات الحكومية وإدارة آثار الجائحة بناءً على استراتيجية الشركة وهيكلها المالي، والعودة بشكل تدريجي إلى العمل في المكاتب وفق خطط مناسبة.
وكان لجائحة كوفيد-19 آثاراً محتملة مباشرة وملموسة على المخاطر المتعلقة بالجوانب التشغيلية والمالية والاستراتيجية وأمن المعلومات واستمرارية أعمال الشركة مما تطلب الاستجابة لها في وقت محدود للغاية. ويشمل تصنيف المخاطر ومنهجيتها في تداول بالفعل على المخاطر المرتبطة بالجائحة كجزء من مجموعة المخاطر والكوارث الخارجية ضمن مخاطر استمرارية الأعمال. وإضافة إلى ذلك، أعيدت مراجعة تصنيفات المخاطر والرقابة وعمليات تقييمها بتركيز أكبر مما أدى إلى إجراء تحديثات دقيقة بشأن تصنيفات الاحتمالية والأثر. وشكل التعامل مع هذه المخاطر من خلال ضمان تفعيل الضوابط في الوقت المناسب وبشكل ملائم تحديًا كبيرًا.
ولحسن الحظ، تم الحفاظ على مستوى متميز للغاية من استمرارية الأعمال دون أي انقطاع في الخدمات الرئيسية. ونحن في تداول نشعر بالرضا لتمكننا من المحافظة على استمرارية الأعمال دون انقطاع ولو لفترة محدودة في النظم الرئيسية لمهامنا، وذلك نتيجة لجهود وحدات الأعمال و بفضل أنشطة إدارة المخاطر الفعالة التي قدمت الدعم كخطٍ ثانٍ.
المبادرات الرئيسية في عام 2020م
حققت إدارة المخاطر والأمن خلال عام 2020م الإنجازات التالية:
- ضمان متابعة المخاطر المرتبطة بالجائحة على مدار الساعة والتحقق من وجود الضوابط الفعالة في الوقت المناسب وبالأسلوب الملائم.
- توفير الاتصال عن بعد لكافة الموظفين في الوقت المناسب، وتأمين الانتقال الصحي مع توفر ضوابط الأمن السيبراني.
- اتخاذ تدابير جديدة للحفاظ على الأمن السيبراني لازدياد المخاطر الناجمة عن العمل عن بعد، وكذلك إطلاق المنتجات والخدمات الجديدة.
- المساهمة بشكل استباقي في المبادرات الرئيسية، مثل برنامج تقنية ما بعد التداول، وإدخال سوق المشتقات سواء من منظور ما قبل التداول أو بعد التداول من حيث استمرارية الأعمال وإدارة المخاطر والأمن السيبراني.
- إدارة خطط استمرارية الأعمال في تداول وشركاتها التابعة بشكل فعال مع أخذ السيناريوهات المناسبة للطوارئ في الاعتبار من خلال تيسير إجراء الاختبارات والتجارب المناسبة لضمان نشرها بنجاح.
- المتابعة بشكل فعال لإطار الأمن السيبراني مع إجراء عمليات تقييم دورية بهدف تفادي نقاط الضعف.
- بالرغم من القيود المفروضة على النطاق الناجمة عن الجائحة، تمكنت الإدارة من استكمال أنشطة التقييم الذاتي للمخاطر والرقابة لكل من ”تداول” و”إيداع” و”مقاصة” دون أي انقطاع في خدماتها.
- إطلاق مجموعة من تدابير الأمن المادي المرتبطة بالوصول الصحي والخاضع للرقابة إلى المبنى الرئيسي والمباني الأخرى.
- المتابعة الفعالة للمخاطر الرئيسية للشركة والإبلاغ عنها إلى لجنة إدارة المخاطر بشكل دوري مع التركيز بشكل رئيسي على المخاطر الناشئة وأثارها.
- التعاون بشكل وثيق مع مقدم التقنيات ”ناسداك” من خلال جلسات المناقشة الدورية والتوافق من أجل تنسيق الجهود من منظور إدارة المخاطر.
- المشاركة والمساهمة بشكل فعال في اجتماعات لجان الاتحاد الدولي للبورصات بشأن أبرز المخاطر التي تواجه البورصات وإجراءات التخفيف منها خلال جائحة كوفيد-19.
- المساهمة بشكل فعال في تحسين مهام المخاطر في ”إيداع” و”مقاصة” لضمان التعامل مع المخاطر من خلال المواءمة الفعالة على المستوى المؤسسي.
- تنظيم وإدارة جلسات الجاهزية مع كافة الشركات الأعضاء من حيث الانتقال إلى برنامج تقنية ما بعد التداول، والحصول على ملاحظات بناءة من كافة الأعضاء فيما يتعلق بالحوادث التي وقعت على مستوى الأعضاء.
جهود الحوكمة في 2020م
روجع إطار إدارة مخاطر المؤسسات بشكل فعال، وأجريت التعديلات اللازمة حتى تتوافق مع المنتجات الجديدة والمشاريع الجديدة ووضع الوباء. وإضافة إلى ذلك، عُقدت اجتماعات دورية مع مقدم التقنيات ”ناسداك” لضمان تنسيق جهود إدارة المخاطر من خلال منهجية تعاونية. وروجعت منهجية تقييم المخاطر والمبادئ التوجيهية لها خلال العام وتم وضع إجراءات جديدة لضمان التخفيف من المخاطر الناشئة ومتطلبات عام 2020م من حيث المنتجات والمشاريع والحكومة.
كما روجعت المبادئ التوجيهية لمؤشرات المخاطر الرئيسية وتحديثها لتحديد الأدوار والمسؤوليات والعمليات المرتبطة بإعداد المؤشرات وحسابها والتحقق من صحتها ومتابعتها وإعداد التقارير بشأنها. وأتاح ذلك الفرصة لضمان توفر عملية فعالة لتحديد مؤشرات المخاطر الرئيسية المناسبة ومستويات هذه المؤشرات. وبالإضافة إلى مؤشرات المخاطر الرئيسية الحالية للشركة، حددت مؤشرات المخاطر الرئيسية المحتملة لضمان الجاهزية للتعامل بشكل مناسب مع التغيرات في الإستراتيجية المؤسسية.
التحديات المستقبلية
أصبحت تداول في السنوات القليلة الماضية لاعباً رئيسياً في العالم من خلال ما تقوم به من اكتتابات أولية ضخمة، وتقديم منتجات جديدة والدخول إلى أسواق جديدة تماشياً مع رؤية 2030م وضرورات المنافسة مع أكبر البورصات. وسيتثمل التحدي الرئيسي أمام تداول في ضمان استمرار نجاح هذه المبادرات ونضجها، مما يؤدي إلى الحفاظ على اتساق منهجية إدارة المخاطر الحساسة والفعالة مع العمل على تحسينها باستمرار.